جبهة "البوليساريو" تفشل في الحصول على رسائل دعم قوية ضد المغرب خلال ذكرى تأسيسها الـ 50
مرّت الذكرى الـ50 لتأسيس جبهة "البوليساريو"، في الأيام الأخيرة، دون أن تتمكن الجبهة من الحصول على رسائل دعم قوية لصالح أطروحتها الانفصالية ضد المغرب، على غرار ما كان يحدث في العقود والسنوات الماضية، وهو ما يؤكد فقدان "البوليساريو" للكثير من الحلفاء والمدعمين، في الوقت الذي يواصل المغرب استقطاب دعم العديد من البلدان لصالح مبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء بشكل نهائي.
وبخلاف ما كان يحدث العقود الماضية، فإن الجبهة الانفصالية، أعلنت عبر أذرعها الإعلامية، عن توصل قيادة "البوليساريو"، ببعض التهنئات من طرف زعماء بعض الأحزاب الإفريقية، بمناسبة مرور 50 سنة على وجود هذه الجبهة الانفصالية التي تأسست في 10 ماي 1973، وعدا ذلك فإن المناسبة مرّت دون أي آثر كبير وبدون أي رسائل دعم قوية لفائدة "البوليساريو".
وتأتي هذه الذكرى في سياق زمني عرفت فيه "البوليساريو" العديد من الخيبات، جراء فشلها المستمر في الحصول على دعم سياسي وديبلوماسي لأطروحة الانفصال التي تدعو لها، خاصة أن دولا عديدة أعلنت رسميا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا والعديد من البلدان الإفريقية.
كما أنه على المستوى العسكري الميداني، أصبح المغرب أكثر سيطرة على رقعة النزاع، وفقدت "البوليساريو" أي أمل في العودة إلى معبر الكركرات الذي أمّنته القوات المغربية بشكل كامل وأنهت ورقة التي كانت تستعملها الجبهة بين الفترة والأخرى للضغط على المغرب بإيقاف الحركة التجارية بينه وبين البلدان الإفريقية الواقعة في الغرب الإفريقي.
وبدأت حتى بعض الأصوات المدعمة للجبهة الانفصالية، مثل خورخي أليخاندرو سواريز سابونارو الذي يدير صحيفة "دياريو إلمينوتو" الأرجنتنية، المعروف بكتاباته المساندة لـ"البوليساريو" الذي اعترف في مقال نشره في الأيام الأخيرة، بأن التحدي الأكبر الذي تواجهه جبهة "البوليساريو" هو استئناف طريق الحصول على اعترافات جديدة بما يُسمى بـ"الجمهورية العربية الصحراوية".
وعمليا، فإن جبهة "البوليساريو" لم يبق لها من مساندين حقيقيين، غير الجزائر، على اعتبار أن الأخيرة هي البلد "المستضيف" للجبهة الانفصالية على أراضيها، بما فيهم الآلاف من الصحراويين المتواجدين في صحراء تندوف، في حين انفض، أو تراجع دعم العديد من البلدان الأخرى في السنوات الأخيرة، مثل نيجيريا التي أوقفت على المستوى الرسمي دعمها لـ"البوليساريو".
ولم تعد "البوليساريو" تحظى حتى بالدعم المعنوي الكبير الذي كانت تحظى به في السابق من دول مثل كوبا في أمريكا اللاتينية، وهي كلها مؤشرات تدل على أن السياق العالمي تغيّر عما كان عليه في السابق، وأن أطروحات الانفصال لم تعد تُقنع الكثيرين، خاصة في ظل تزايد مطالب الوحدة في الكثير من بقاع العالم.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، بأن الولايات المتحدة الأمريكية جددت أمس الاثنين دعمها لمبادرة الحكم الذاتي كمبادرة جادة وواقعية وذات مصداقية، لحل نزاع الصحراء بشكل نهائي، في حين أن جبهة "البوليساريو" لازالت تُصر على ما تسميه بـ"حق تقرير المصير"، وترفض المبادرة التي تعرضها الرباط.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :